من المهم أن ندرك بأنَّ الإسلام ليس ضد مفهوم التأمين، ولكن ضد مبدأ تشغيل التأمين التقليدي الذي لا يفي بمتطلبات الشريعة. إنَّ مفهوم التأمين -الذي يعني ببساطة تجميع الموارد المشتركة لمساعدة المحتاجين- يتماشى إلى حدٍ كبير مع تعاليم الإسلام التي تحث على التضامن والمساعدة المتبادلة والتعاون بين أفراد المجتمع. يمكن رؤية جوهر التأمين في نظام المساعدة المتبادلة في العرف القبلي العربي لنظام العقيلة1، حيث تُدفع أموال الدم أو الدية عن فقدان شخص بريء عن طريق الخطأ.
بموجب هذا النظام ستعوض عائلة الضحية أو الطرف المقتول عن طريق الخطأ من جانب أفراد المجتمع الذين أدت أفعالهم إلى خسائر في الأرواح أو إعاقة للضحية. . لذلك تم تقديم مبدأ التعويض ومسؤولية المجموعة لأول مرة من قِبل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والمقبولة في الإسلام. واعترف العلماء المسلمون بأنَّ أساس المسؤولية المشتركة متجسد في مفهوم الأخوة كما مارسه مسلمو مكة (المهاجرون) والمدينة (الأنصار)، وهذا ما وضع أساس التأمين المتبادل. يُقِر العلماء بأنَّ أساس المسؤولية المشتركة مضمَّن في نظام العقيلة11 كما مارسه الناس في تلك الأوقات.
كلمةُ “التكافل” مشتقة من الفعل العربي “كفل” والذي يعني الاعتناء باحتياجات الفرد؛ وبالتالي فإنَّ الاتفاق بين طرفين أو أكثر يوافقان/يوافقون بكفالة بعضهما/بعضهم بعضًا في حالة الخسارة هو ما يحدد مصطلح “تكافل”. ويعتمد التكافل على “فعل مجموعة من الأشخاص الذين يكفلون بعضهم بعضًا بشكل متبادل” – إلى مفهوم التأمين التعاوني المتبادل، حيث يعتمد إطار عمل التكافل على التضامن والمسؤولية والأخوة بين الأعضاء الذين يوافقون على تقاسم الخسائر المحددة التي تُدفع من الأصول المحددة.
1 العقيلة – نظام تعاوني مشترك كانت تمارسه القبائل العربية القديمة، حيث إذا قُتل أحد أفراد القبيلة على يد قبيلة أخرى دون قصد، كان على أقارب القاتل أن يساهموا بمبلغٍ من المال لتعويض عائلة